في صحبة الأنبياء .. 4 ـ نوح عليه السلام
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد خاتم الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين .. وبعد ..
فقد فرغنا في الحلقات الثلاث السابقة من الحديث عن آدم ـ عليه السلام ـ وابني آدم اللذين ورد ذكرهما في القرآن الكريم ، ونبي الله إدريس ـ عليه السلام ـ واليوم بمشيئة الله سبحانه وتعالى نعيش مع نبي الله نوح عليه السلام الذي يعد من أولي العزم من الرسل ، فقد لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم إلى الله سبحانه وتعالى ، صباحا ومساء ، سرا وعلانية ، دون ملل أو ضجر..
وكانت البشرية قد مضى على وجودها على الأرض عشرة قرون ، ظهر خلالها اللمم ( صغار الذنوب وهفواتها ) شيئا فشيئا ، وفي غفلة من المربين وتساهل منهم نمت تلك الصغائر حتى صارت كبائر ، ثم انتقلت تلك الكبائر بأهلها إلى طور الإشراك بالله وكفره وجحوده ، وعندها تداركها الله عز وجل بإرساله إليهم ، يقول الله سبحانه وتعالى : " إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " ..
ولم يتمهل نوح ـ عليه السلام ـ بعد أن جاءه هذا التكليف الإلهي ، وإنما هب على الفور مستجيبا لأمر ربه ، وقال لهم : " يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ " وتلك مجمل الرسالة التي بعث بها كل الأنبياء "عبادة الله وتقواه وطاعته " إنها الوصفة التي ينصلح بها حال الناس جميعا ..