في صحبة الأنبياء 3 ـ إدريس عليه السلام
*الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد خاتم الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين .. وبعد ..
فقد فرغنا في الحلقتين السابقتين من الحديث عن آدم عليه السلام ، وابني آدم اللذين ورد ذكرهما في القرآن الكريم ، وفي هذه الحلقة نتحدث عن نبي الله إدريس ـ عليه السلام ـ الذي جاء ذكره في قول الله عز وجل " وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (1) ..
وقد اختلف العلماء في تحديد الزمان والمكان الذي بُعث فيه ، وهل كان أول الأنبياء بعد آدم ـ عليه السلام ـ أم سبقه نوح ـ عليه وسائر الأنبياء الصلاة والسلام ، وهذا لا يعنينا في شيء ، ولن يترتب على معرفة أيهما أسبق كبير فائدة ، فالمسلم مطالب بألا يبحث فيما لا يعود عليه أو على البشرية بالنفع في الدنيا أو الآخرة ، وإنما يعنيا من قصة هذا النبي الصالح أن نقف عند قول الله سبحانه وتعالى عنه : " ورفعناه مكانا عليا" وأن نتدبر في العمل الذي جعله ينال هذه المنزلة ، ويصل به لتلك الرفعة ؛ كي نسعى للفوز بمثل منزلته ، وأن نرقى بأنفسنا كما رقى هو ـ عليه السلام ـ وهو السبب الذي من أجله أمر الله عز وجل نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن يذكره ويذكرنا به فقال في محكم آياته : " واذكر في الكتاب إدريس ".
وأما عن الأمر الذي أوصله لتلك المنزلة العليا