أمي ... كيف أتيت إلى الدنيا؟
_________________
على مائدة الإفطار:
اجتمعت العائلة الصغيرة السعيدة على مائدة الإفطار... أب وأم شابان وطفلهما, انتهى الإفطار والتفّت العائلة الصغيرة حول فنجان الشاي الساخن اللذيذ, ومضى الأب والأم يرتشفان الشاي في سعادة وهدوء واطمئنان إلى أن اقتحم السكون صوت طفلهما الصغير بسؤال بريء: كيف أتيت إلى الدنيا يا أمي؟
برد الشاي فجأة وذهل الأبوان وتمنيا أن تنشق الأرض وتبتلعهما في هذه اللحظة ولكنهما بقيا فوق ظهر الأرض يواجههما هذا السؤال المحرج.
ولكن ما وجه الإحراج في هذا السؤال؟
إن ما يميز الإنسان عن الحيوان هو حب الاستطلاع والتساؤل, وتنمو هذه الموهبة عند الطفل سريعًا وتظهر رغبته في معرفة كل ما يدور حوله بما في ذلك كيف جاء.
وتبدأ أسئلة الطفل حوالي السنة الثالثة من عمره وهي مرحلة لماذا؟
وهو إذا سأل الأم لماذا تمطر السماء ؟ أو لماذا ينبح الكلب ؟ فإنها تعتبره سؤالاً عاديًا وتجيب عليه بطريقة طبيعية وغير منفعلة, أما إذا تطلع إلى معرفة كيف أتى إلى الوجود أو تساءل عنها فإنها قد تخجل من الإجابة.
الطفل لا يريد أن يعرف ما يتعلق بالعلاقات الجنسية ولكن المسألة بالنسبة له كانت مجرد حب استطلاع بسيط بريء جدًا.
ونعود إلى قصتنا, فماذا قالت الأم لترد على سؤال الطفل؟
إنها وضعت فنجان الشاي على المائدة بعد أن سكبت نصفه ثم قالت لابنها: لقد وجدناك , فسكت الطفل قليلاً ثم سأل: ولماذا تزوجتما ؟
لقد أثبتت التجربة أن الحكايات المؤلفة غير الصادقة أصبحت لا تُقبل على علاتها من الطفل؛ فهو وإن بدا عليه التصديق, فإنه في الغالب قد ينتابه الشك أنه قد ضُلل بطريقة أو بأخرى، ولعل رغبة الكثير من الأهل في عدم الخوض في هذه المسألة تعود إلى أكثر من سبب, فقد ينظر أهل الطفل أنفسهم إلى الجنس كشيء قذر بسبب ما لقنّوه هم أنفسهم من مبادئ خاطئة في طفولتهم.
أو أنهم يعتقدون أن الحديث في مثل هذا الموضوع سوف يقلل من احترام الطفل لهم, ويهز ثقة الطفل في أهله, وهم لا يعلمون أن الكذب على الطفل سيؤدي إلى نفس النتائج ويكون له الأثر السيئ الواضح على الطفل.
والحقيقة أن الطفل سوف يتعلم حقائق الجنس آجلاً أو عاجلاً, فمن الأفضل أن يتلقاها عن أب وأم عاقلين مثقفين يقدمان له الحقيقة بصورة مبسطة بالتدرج فينمو الطفل وقد كوّن فكرة نظيفة عن الجنس منذ صغره.. وهذا أحسن وأفضل بكثير من أن يُلقن هذه المبادئ عن زميل له في المدرسة أو عن خادمة تقدم له الحقائق الجنسية بطريقة مشوهة, وقد يؤثر هذا على حياته عندما يشب.
فالفتى أو الفتاة المنحرفان هم في الأساس ضحية تعليم خاطئ من معلم جاهل, فلا تضطري ابنك أيتها الأم للشرب من ماء ملوث ما دام هناك مصدر للماء النقي هو أنتِ وزوجك.
الإجابة السليمة:
الآن يمكن تعديل القصة على النحو التالي:
بعد أن استمعت الأم إلى سؤال طفلها ابتسمت في هدوء وقالت له: أنت تعلم يا بني أن الدجاجة ترقد على بيضها وتدفئه حتى يفقس ويخرج منه أفراخ صغار, ولكن الأم تحتفظ بابنها الصغير في مكان أكثر دفئًا وأمانًا وهو بطنها, ويبقى الطفل في بطن أمه تسعة شهور حتى يصبح قادرًا على الاستقلال بنفسه, فيًسمح له بالخروج إلى هذه الدنيا.
أنصت الطفل إلى إجابة أمه في هدوء اقتناع ثم سألها وكيف يدخل الطفل في بطن أمه؟
فردت الأم بنفس الهدوء: يدخل الطفل يا بُني كبذرة صغيرة يضعها الأب في بطن الأم وتنمو هذه البذرة بالتدريج.
عندها سكت الطفل وهدأ, وفي نفس الوقت لم يكذب عليه والديه, وأيضًا لم يخاطبوه بخطاب أكبر من سنه.
هذا مجرد مثال لما يمكن أن يجاب به على الطفل في هذا المقام ومن رام الصدق وفقه الله إليه والإجابة على هذا السؤال تختلف في سن الرابعة عنه في الخامسة عنه في السادسة أو العاشرة, وكلما كبر الطفل واقترب من البلوغ زاد الوالدان في إيضاح الكلام والبعد عن التورية وبهدوء وبدون خجل أو خوف حتى لا يفقد الطفل ثقته بوالديه, وحتى لا يشمئز أو يخاف من الجنس الآخر أو يتعامل بجفاء وغلظة مع أخته أو أمه أو خالته أو عمته, فللأسف البعض من الآباء يتصرف بسذاجة في توصيل معاني آداب النظر والخلوة والاختلاط للطفل حتى يصبح الطفل متوجسًا دائمًا من الجنس وما يتعلق به وخائفًا, والعشرات من علامات الاستفهام تدور في ذهنه عن الجنس منذ الصغر إن لم يجب على هذه الاستفهامات الوالدان فسيجيب التلفاز والشارع والمدرسة... وغيرهم من وسائل تعليم الإفساد,
ويفاجأ الأب أو الأم بعد ذلك بطفلهما الصغير أصبح به من العقد النفسية والبرامج الجنسية في مخيلته ما رسمه الخيال والتلفاز وغيرها من وسائل الشر ما لم يتخيلاه في كامل حياتهما.
منقول
_________________
على مائدة الإفطار:
اجتمعت العائلة الصغيرة السعيدة على مائدة الإفطار... أب وأم شابان وطفلهما, انتهى الإفطار والتفّت العائلة الصغيرة حول فنجان الشاي الساخن اللذيذ, ومضى الأب والأم يرتشفان الشاي في سعادة وهدوء واطمئنان إلى أن اقتحم السكون صوت طفلهما الصغير بسؤال بريء: كيف أتيت إلى الدنيا يا أمي؟
برد الشاي فجأة وذهل الأبوان وتمنيا أن تنشق الأرض وتبتلعهما في هذه اللحظة ولكنهما بقيا فوق ظهر الأرض يواجههما هذا السؤال المحرج.
ولكن ما وجه الإحراج في هذا السؤال؟
إن ما يميز الإنسان عن الحيوان هو حب الاستطلاع والتساؤل, وتنمو هذه الموهبة عند الطفل سريعًا وتظهر رغبته في معرفة كل ما يدور حوله بما في ذلك كيف جاء.
وتبدأ أسئلة الطفل حوالي السنة الثالثة من عمره وهي مرحلة لماذا؟
وهو إذا سأل الأم لماذا تمطر السماء ؟ أو لماذا ينبح الكلب ؟ فإنها تعتبره سؤالاً عاديًا وتجيب عليه بطريقة طبيعية وغير منفعلة, أما إذا تطلع إلى معرفة كيف أتى إلى الوجود أو تساءل عنها فإنها قد تخجل من الإجابة.
الطفل لا يريد أن يعرف ما يتعلق بالعلاقات الجنسية ولكن المسألة بالنسبة له كانت مجرد حب استطلاع بسيط بريء جدًا.
ونعود إلى قصتنا, فماذا قالت الأم لترد على سؤال الطفل؟
إنها وضعت فنجان الشاي على المائدة بعد أن سكبت نصفه ثم قالت لابنها: لقد وجدناك , فسكت الطفل قليلاً ثم سأل: ولماذا تزوجتما ؟
لقد أثبتت التجربة أن الحكايات المؤلفة غير الصادقة أصبحت لا تُقبل على علاتها من الطفل؛ فهو وإن بدا عليه التصديق, فإنه في الغالب قد ينتابه الشك أنه قد ضُلل بطريقة أو بأخرى، ولعل رغبة الكثير من الأهل في عدم الخوض في هذه المسألة تعود إلى أكثر من سبب, فقد ينظر أهل الطفل أنفسهم إلى الجنس كشيء قذر بسبب ما لقنّوه هم أنفسهم من مبادئ خاطئة في طفولتهم.
أو أنهم يعتقدون أن الحديث في مثل هذا الموضوع سوف يقلل من احترام الطفل لهم, ويهز ثقة الطفل في أهله, وهم لا يعلمون أن الكذب على الطفل سيؤدي إلى نفس النتائج ويكون له الأثر السيئ الواضح على الطفل.
والحقيقة أن الطفل سوف يتعلم حقائق الجنس آجلاً أو عاجلاً, فمن الأفضل أن يتلقاها عن أب وأم عاقلين مثقفين يقدمان له الحقيقة بصورة مبسطة بالتدرج فينمو الطفل وقد كوّن فكرة نظيفة عن الجنس منذ صغره.. وهذا أحسن وأفضل بكثير من أن يُلقن هذه المبادئ عن زميل له في المدرسة أو عن خادمة تقدم له الحقائق الجنسية بطريقة مشوهة, وقد يؤثر هذا على حياته عندما يشب.
فالفتى أو الفتاة المنحرفان هم في الأساس ضحية تعليم خاطئ من معلم جاهل, فلا تضطري ابنك أيتها الأم للشرب من ماء ملوث ما دام هناك مصدر للماء النقي هو أنتِ وزوجك.
الإجابة السليمة:
الآن يمكن تعديل القصة على النحو التالي:
بعد أن استمعت الأم إلى سؤال طفلها ابتسمت في هدوء وقالت له: أنت تعلم يا بني أن الدجاجة ترقد على بيضها وتدفئه حتى يفقس ويخرج منه أفراخ صغار, ولكن الأم تحتفظ بابنها الصغير في مكان أكثر دفئًا وأمانًا وهو بطنها, ويبقى الطفل في بطن أمه تسعة شهور حتى يصبح قادرًا على الاستقلال بنفسه, فيًسمح له بالخروج إلى هذه الدنيا.
أنصت الطفل إلى إجابة أمه في هدوء اقتناع ثم سألها وكيف يدخل الطفل في بطن أمه؟
فردت الأم بنفس الهدوء: يدخل الطفل يا بُني كبذرة صغيرة يضعها الأب في بطن الأم وتنمو هذه البذرة بالتدريج.
عندها سكت الطفل وهدأ, وفي نفس الوقت لم يكذب عليه والديه, وأيضًا لم يخاطبوه بخطاب أكبر من سنه.
هذا مجرد مثال لما يمكن أن يجاب به على الطفل في هذا المقام ومن رام الصدق وفقه الله إليه والإجابة على هذا السؤال تختلف في سن الرابعة عنه في الخامسة عنه في السادسة أو العاشرة, وكلما كبر الطفل واقترب من البلوغ زاد الوالدان في إيضاح الكلام والبعد عن التورية وبهدوء وبدون خجل أو خوف حتى لا يفقد الطفل ثقته بوالديه, وحتى لا يشمئز أو يخاف من الجنس الآخر أو يتعامل بجفاء وغلظة مع أخته أو أمه أو خالته أو عمته, فللأسف البعض من الآباء يتصرف بسذاجة في توصيل معاني آداب النظر والخلوة والاختلاط للطفل حتى يصبح الطفل متوجسًا دائمًا من الجنس وما يتعلق به وخائفًا, والعشرات من علامات الاستفهام تدور في ذهنه عن الجنس منذ الصغر إن لم يجب على هذه الاستفهامات الوالدان فسيجيب التلفاز والشارع والمدرسة... وغيرهم من وسائل تعليم الإفساد,
ويفاجأ الأب أو الأم بعد ذلك بطفلهما الصغير أصبح به من العقد النفسية والبرامج الجنسية في مخيلته ما رسمه الخيال والتلفاز وغيرها من وسائل الشر ما لم يتخيلاه في كامل حياتهما.
منقول