..||صيام الآوائل من ذي الحجة ويوم عرفة..||
--------------------------------------------------------------------------------
فإنه من فضل الله ومنته أن جعل لعباده الصالحين مواسم يستكثرون فيها من العمل الصالح ومن هذه المواسم عشر ذي الحجة . وقد ورد في فضلها أدلة من الكتاب والسنة منها :
...
1- قال تعالى : ( والفجر * وليال عشر ) قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ المراد بها عشر ذي الحجة كما قاله ابن عباس وابن الزبير و مجاهد وغيرهم .
2- عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر ) قالوا ولا الجهاد في سبيل الله قال : ( ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء) .
3- قال تعالى : (ويذكروا اسم الله في أيام معلومات ) قال ابن عباس : أيام العشر .
4- عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر . فأكثروا فيهم من التهليل والتكبير والتحميد ) .
5- كان سعيد بن جبير ـ رحمه الله ـ وهو الذي روى حديث ابن عباس السابق إذا دخلت العشر اجتهد اجتهادا حتى ما يكاد يقدر عليه ) .
6- قال ابن حجر في الفتح: والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان إجتماع أمهات العبادة فيه ،وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج ، ولا يأتي ذلك في غيره.
ما يستحب فعله في هذه الأيام :
1- الصلاة : يستحب التبكير إلى الفرائض، والإكثار من النوافل ، فإنها من أفضل القربات. روى ثوبان قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عليك بكثرة السجود لله فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك إليه بها درجة وحط عنك بها خطيئة) و هذا عام في كل وقت .
2- الصيام : لدخوله في الأعمال الصالحة، فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، قالت (كان رسول الله يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء ، وثلاثة أيام من كل شهر) قال الإمام النووي عن صوم أيام العشر أنه مستحب استحباب شديدا.
و يجدر بنا الإشارة إلى استحباب صيام يوم عرفة لغير الحاج استحبابا شديدا لقول النبي صلى الله عليه وسلم (صوم يوم عرفة يكفر سنتين ماضية و مستقبلة وصوم يوم عاشوراء يكفر سنة ماضية).
وهناك ملحوظة مهمة وهي أنه لا يجوز صيام ايام التشريق-وهي الثلاث أيام بعد النحر-وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث عبد الله بن حذافة يطوف في منى ( أن لا تصوموا هذه الأيام فإنها أيام أكل و شرب و ذكر الله عز وجل).
3- التكبير والتهليل والتحميد : لما ورد في حديث ابن عمر السابق : ( فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد ). وقال الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ(كان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشرة يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما ). وقال أيضا: ( وكان عمر يكبر في قبته فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيرا ) . وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام ، وخلف الصلوات وعلى فراشه ، وفي فسطاطه، و مجلسه وممشاه تلك الأيام جميعا ، والمستحب الجهر بالتكبير لفعل عمر وابنه وأبي هريرة . وحريّ بنا نحن المسلمين أن نحيي هذه السنة الني فد أضيعت في هذه الأزمان، وتكاد تنسى حتى من أهل الصلاح والخير ـ وللأسف ـ بحلاف ما كان عليه السلف الصالح.
صيغة التكبير:
أ- الله أكبر .الله أكبر .الله أكبر كبيرا .
ب- الله أكبر .الله أكبر .لا إله إلا الله .والله أكبر . الله أكبر . ولله الحمد .
ج- الله أكبر .الله أكبر .الله أكبر . لا إله إلا الله . والله أكبر . الله أكبر ولله الحمد .
4- صيام يوم عرفة : يتأكد صوم يوم عرفة لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال عن صوم يوم عرفة ( أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبلها والتي بعدها ). رواه مسلم . لكن من كان في عرفة ـ أي حاجاً ـ فإنه لا يستحب له الصيام ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم وقف بعرفة مفطرا.
5- فضل يوم النحر : يغفل عن ذلك اليوم العظيم كثير من المسلمين ، وعن جلاله شأنه وعظم فضله الجم العفير من المؤمنين ، هذا مع أن بعض العلماء يرى أنه أفضل أيام السنة على الإطلاق حتى من يوم عرفة . قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ ( خيرالأيام عند الله يوم النحر ، وهو يوم الحج الأكبر ) كما في سنن أبي داود عنه صلى الله عليه وسلم ( أن أعظم الأيام عند الله يوم النحر ، ثم يوم القر ) ـ ويوم القر هو يوم الاستقرار في منى ، وهو اليوم الحادي عشر ـ وقيل يوم عرفة أفضل منه ، لأن صيامه يكفر سنتين ، وما من يوم يعتق الله فيه الرقاب أكثر منه في يوم عرفة ، ولأنه ـ سبحانه وتعالى ـ يدنو فية من عباده ، ثم يباهي ملائكته بأهل الموقف ، والصواب : القول الأول ، لأن الحديث الدال على ذلك لا يعارضه شيء وسواء كان هو أفضل أم يوم عرفة فليحرص المسلم ـ حاجا كان أن مقيما ـ على إدراك فضله ، وانتهاز فرصته.
بماذا نستقبل مواسم الخير:
1- حري بالمسلم أن يستقبل مواسم الخير عامة بالتوبة الصادقة النصوح ، وبالإقلاع عن الذنوب والمعاصي ، فإن الذنوب هي التي تحرم الإنسان فضل ربه ، وتحجب قلبه عن مولاه .
2- كذلك تستقبل ـ مواسم الخير عامة ـ بالعزم الصادق الجاد على اغتنام بما يرضى الله ـ عز وجل ـ فمن صدق الله صدقه الله : ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) العنكبوت 69
فيا أخي المسلم وأختي المسلمة احرصوا على اغتنام هذه الفرصة السانحة، قبل أن تفوت عليك فتندم ولات ساعة مندم . وفقني الله وإياكم لاغتنام مواسم الخير ، وأن يعيننا فيها على طاعته وحسن عبادته
وان يجمعنا جميعاً تحت ظل عرشه .. ونسعد بصحبة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ..
ونلتقي بأذنه تعالى في الفردوس الأعلى من الجنة
اللهــم آمـــــــيـــــــــن
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
غفر الله لنا و لوالدينا ولأمواتنا وموتى المسلمين والسلمات
ادعو لكاتب وناقلين الموضوع بالرحمة والمغفرة
--------------------------------------------------------------------------------
فإنه من فضل الله ومنته أن جعل لعباده الصالحين مواسم يستكثرون فيها من العمل الصالح ومن هذه المواسم عشر ذي الحجة . وقد ورد في فضلها أدلة من الكتاب والسنة منها :
...
1- قال تعالى : ( والفجر * وليال عشر ) قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ المراد بها عشر ذي الحجة كما قاله ابن عباس وابن الزبير و مجاهد وغيرهم .
2- عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر ) قالوا ولا الجهاد في سبيل الله قال : ( ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء) .
3- قال تعالى : (ويذكروا اسم الله في أيام معلومات ) قال ابن عباس : أيام العشر .
4- عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر . فأكثروا فيهم من التهليل والتكبير والتحميد ) .
5- كان سعيد بن جبير ـ رحمه الله ـ وهو الذي روى حديث ابن عباس السابق إذا دخلت العشر اجتهد اجتهادا حتى ما يكاد يقدر عليه ) .
6- قال ابن حجر في الفتح: والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان إجتماع أمهات العبادة فيه ،وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج ، ولا يأتي ذلك في غيره.
ما يستحب فعله في هذه الأيام :
1- الصلاة : يستحب التبكير إلى الفرائض، والإكثار من النوافل ، فإنها من أفضل القربات. روى ثوبان قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عليك بكثرة السجود لله فإنك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك إليه بها درجة وحط عنك بها خطيئة) و هذا عام في كل وقت .
2- الصيام : لدخوله في الأعمال الصالحة، فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، قالت (كان رسول الله يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء ، وثلاثة أيام من كل شهر) قال الإمام النووي عن صوم أيام العشر أنه مستحب استحباب شديدا.
و يجدر بنا الإشارة إلى استحباب صيام يوم عرفة لغير الحاج استحبابا شديدا لقول النبي صلى الله عليه وسلم (صوم يوم عرفة يكفر سنتين ماضية و مستقبلة وصوم يوم عاشوراء يكفر سنة ماضية).
وهناك ملحوظة مهمة وهي أنه لا يجوز صيام ايام التشريق-وهي الثلاث أيام بعد النحر-وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث عبد الله بن حذافة يطوف في منى ( أن لا تصوموا هذه الأيام فإنها أيام أكل و شرب و ذكر الله عز وجل).
3- التكبير والتهليل والتحميد : لما ورد في حديث ابن عمر السابق : ( فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد ). وقال الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ(كان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشرة يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما ). وقال أيضا: ( وكان عمر يكبر في قبته فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيرا ) . وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام ، وخلف الصلوات وعلى فراشه ، وفي فسطاطه، و مجلسه وممشاه تلك الأيام جميعا ، والمستحب الجهر بالتكبير لفعل عمر وابنه وأبي هريرة . وحريّ بنا نحن المسلمين أن نحيي هذه السنة الني فد أضيعت في هذه الأزمان، وتكاد تنسى حتى من أهل الصلاح والخير ـ وللأسف ـ بحلاف ما كان عليه السلف الصالح.
صيغة التكبير:
أ- الله أكبر .الله أكبر .الله أكبر كبيرا .
ب- الله أكبر .الله أكبر .لا إله إلا الله .والله أكبر . الله أكبر . ولله الحمد .
ج- الله أكبر .الله أكبر .الله أكبر . لا إله إلا الله . والله أكبر . الله أكبر ولله الحمد .
4- صيام يوم عرفة : يتأكد صوم يوم عرفة لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال عن صوم يوم عرفة ( أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبلها والتي بعدها ). رواه مسلم . لكن من كان في عرفة ـ أي حاجاً ـ فإنه لا يستحب له الصيام ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم وقف بعرفة مفطرا.
5- فضل يوم النحر : يغفل عن ذلك اليوم العظيم كثير من المسلمين ، وعن جلاله شأنه وعظم فضله الجم العفير من المؤمنين ، هذا مع أن بعض العلماء يرى أنه أفضل أيام السنة على الإطلاق حتى من يوم عرفة . قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ ( خيرالأيام عند الله يوم النحر ، وهو يوم الحج الأكبر ) كما في سنن أبي داود عنه صلى الله عليه وسلم ( أن أعظم الأيام عند الله يوم النحر ، ثم يوم القر ) ـ ويوم القر هو يوم الاستقرار في منى ، وهو اليوم الحادي عشر ـ وقيل يوم عرفة أفضل منه ، لأن صيامه يكفر سنتين ، وما من يوم يعتق الله فيه الرقاب أكثر منه في يوم عرفة ، ولأنه ـ سبحانه وتعالى ـ يدنو فية من عباده ، ثم يباهي ملائكته بأهل الموقف ، والصواب : القول الأول ، لأن الحديث الدال على ذلك لا يعارضه شيء وسواء كان هو أفضل أم يوم عرفة فليحرص المسلم ـ حاجا كان أن مقيما ـ على إدراك فضله ، وانتهاز فرصته.
بماذا نستقبل مواسم الخير:
1- حري بالمسلم أن يستقبل مواسم الخير عامة بالتوبة الصادقة النصوح ، وبالإقلاع عن الذنوب والمعاصي ، فإن الذنوب هي التي تحرم الإنسان فضل ربه ، وتحجب قلبه عن مولاه .
2- كذلك تستقبل ـ مواسم الخير عامة ـ بالعزم الصادق الجاد على اغتنام بما يرضى الله ـ عز وجل ـ فمن صدق الله صدقه الله : ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) العنكبوت 69
فيا أخي المسلم وأختي المسلمة احرصوا على اغتنام هذه الفرصة السانحة، قبل أن تفوت عليك فتندم ولات ساعة مندم . وفقني الله وإياكم لاغتنام مواسم الخير ، وأن يعيننا فيها على طاعته وحسن عبادته
وان يجمعنا جميعاً تحت ظل عرشه .. ونسعد بصحبة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ..
ونلتقي بأذنه تعالى في الفردوس الأعلى من الجنة
اللهــم آمـــــــيـــــــــن
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
غفر الله لنا و لوالدينا ولأمواتنا وموتى المسلمين والسلمات
ادعو لكاتب وناقلين الموضوع بالرحمة والمغفرة