كن مع الصابرين
قال تعالى: { وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ }.[ فصلت : 35 ]
هل يعقل ان تدخل فى مواسم الطاعات ولا تغتمنها وتعيش فى الملذات؟
هل يعقل ان تزيد بعد ا بينك وبين ربك وتجعل شهواتك تقف حائلا ين الوصول إاليه؟
هل يعقل الا تفهم ان الصيام من اهم العبادات التى نتعلم منها الصبر؟
نعم صبر عن المحارم، وصبر على الطاعات،
ومع ذلك كله صبر على كل بلية تنالك.
وأنواع الصبر هذه هي أوسمة الولاية وقلادات الإمامة في الدين.
كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إنما تُنال الإمامةُ في الدين بالصبر واليقين،
واستدل بقول تعالى: { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ }.[ السجدة : 24 ]
قال ابن القيم رحمه الله(التهذيب" (2/566)..): "فإنه لا خلاف بين أهل العلم أن أظهر معاني الصبر: حبس النفس على المكرمة وأنه من أصعب المنازل على العامة وأوحشها في طريق المحبة، وإنما كان صعبًا على العامة لأن العامي مبتدئ في الطريق وليس له دربة في السلوك وليس تهذيب المرتاد بقطع المنازل، فإذا أصابته المحن أدركه الجزع وصعب عليه احتمال البلاء وعز عليه وجدان الصبر لأنه ليس في أهل الرياضة فيكون مستوطنًا للصبر، ولا من أهل المحبة فيلتذ بالبلاء في رضا محبوبه…)
فرمضان هو فرصتك للتعلم الصبر
مما نقلته لك تعلم أيها الحريص على النجاة أن شهر رمضان ميدانك الرحب لتمارس رياضة الصبر وأنت مُعانٌ في كل فجِ.
فعين الله تصنعك، والأبالسة في أصفادها ترمقك،
ونفسك ستراها إلى الخير وثابة وعن الشر هيّابة،
فلم يبق إلا أن تعالج الخطرات والوساوس الوالجات في حنايا قلبك،
ليت شعري ما أشبه قلبك بالمريض في غرفة العناية المركزة،
إنه محروم من كل طعام يفسد دورة علاجه،
بل محروم من مخاطبة أقرب الأقربين لتتفرغ أجهزة جسمه للانتعاش واسترداد العافية،
ثم إنه يتنفس هواءً معقمًا خاليًا من كل تلوث،
وتدخل في شرايينه دماء نقية لتمده بأسباب القوة، ويقاس نبضه ودرجة حرارته كل حين ليتأكد الطبيب من تحسن وظائف جسمه،
فما أحرى هذا القلب السقيم الذي أوبقته أوزاره، وتعطن بالشهوات،
وتلوث بالشبهات، وترهل بمرور الشهور والدهور دون تزكية وتربية، ما أحراه أن يدخل غرفة العناية المركزية في شهور رمضان،
فتكون كل إمدادات قوته مادة التقوى وإكسير المحبة لله ورسوله صل الله عليه وسلم وطاعتهما.
"فإن أعلنت عليك التمرد فلا تتردد في فرض الأحكام الاستثنائية وأصدر قرارًا باعتقال هذه النفس الناشز وأدخلها سجن الإرادة حتى تنقاد لأوامرك إذا صدرت،
فإن ازداد تمردها وتجرأت في ثورتها فألهب ظهرها بسياط العزيمة وعنفها على مخالفتها أمرك وعصيانها إرادتك،
فإن أبت إلا الشرود فلوّح لها بحكم الإعدام وأنها ليست عليك بعزيزة،
فإن تمنعت إدلالاً وطمعًا في عطفك
فلابد من تنفيذ حكم الإعدام في ميدان العشر الأواخر
بحبسها في معتكف التهذيب
حتى تتلاشى تلك النفس المتمردة وتفنى، وتتولد في تلك الليالي والأيام نفس جديدة وادعة مطمئنة تلين لك عند الطاعات إذا أمرتها،
وتثور عليك عند المعاصي إذا راودتها، فقد وُلدت ولادة شرعية في مكان وزمان طاهرين ونشأت وتربَّت في كنف الصالحين،
فلن تراها بعد ذلك إلا على الخير.
إنها ولادةٌ لنفس ذات إمامة في الدين، تنشأت على مهد الولاية،
وترفِّت في سلك الرهبوت والتبتل.
قال تعالى: { وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ }.[ فصلت : 35 ]
هل يعقل ان تدخل فى مواسم الطاعات ولا تغتمنها وتعيش فى الملذات؟
هل يعقل ان تزيد بعد ا بينك وبين ربك وتجعل شهواتك تقف حائلا ين الوصول إاليه؟
هل يعقل الا تفهم ان الصيام من اهم العبادات التى نتعلم منها الصبر؟
نعم صبر عن المحارم، وصبر على الطاعات،
ومع ذلك كله صبر على كل بلية تنالك.
وأنواع الصبر هذه هي أوسمة الولاية وقلادات الإمامة في الدين.
كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إنما تُنال الإمامةُ في الدين بالصبر واليقين،
واستدل بقول تعالى: { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ }.[ السجدة : 24 ]
قال ابن القيم رحمه الله(التهذيب" (2/566)..): "فإنه لا خلاف بين أهل العلم أن أظهر معاني الصبر: حبس النفس على المكرمة وأنه من أصعب المنازل على العامة وأوحشها في طريق المحبة، وإنما كان صعبًا على العامة لأن العامي مبتدئ في الطريق وليس له دربة في السلوك وليس تهذيب المرتاد بقطع المنازل، فإذا أصابته المحن أدركه الجزع وصعب عليه احتمال البلاء وعز عليه وجدان الصبر لأنه ليس في أهل الرياضة فيكون مستوطنًا للصبر، ولا من أهل المحبة فيلتذ بالبلاء في رضا محبوبه…)
فرمضان هو فرصتك للتعلم الصبر
مما نقلته لك تعلم أيها الحريص على النجاة أن شهر رمضان ميدانك الرحب لتمارس رياضة الصبر وأنت مُعانٌ في كل فجِ.
فعين الله تصنعك، والأبالسة في أصفادها ترمقك،
ونفسك ستراها إلى الخير وثابة وعن الشر هيّابة،
فلم يبق إلا أن تعالج الخطرات والوساوس الوالجات في حنايا قلبك،
ليت شعري ما أشبه قلبك بالمريض في غرفة العناية المركزة،
إنه محروم من كل طعام يفسد دورة علاجه،
بل محروم من مخاطبة أقرب الأقربين لتتفرغ أجهزة جسمه للانتعاش واسترداد العافية،
ثم إنه يتنفس هواءً معقمًا خاليًا من كل تلوث،
وتدخل في شرايينه دماء نقية لتمده بأسباب القوة، ويقاس نبضه ودرجة حرارته كل حين ليتأكد الطبيب من تحسن وظائف جسمه،
فما أحرى هذا القلب السقيم الذي أوبقته أوزاره، وتعطن بالشهوات،
وتلوث بالشبهات، وترهل بمرور الشهور والدهور دون تزكية وتربية، ما أحراه أن يدخل غرفة العناية المركزية في شهور رمضان،
فتكون كل إمدادات قوته مادة التقوى وإكسير المحبة لله ورسوله صل الله عليه وسلم وطاعتهما.
"فإن أعلنت عليك التمرد فلا تتردد في فرض الأحكام الاستثنائية وأصدر قرارًا باعتقال هذه النفس الناشز وأدخلها سجن الإرادة حتى تنقاد لأوامرك إذا صدرت،
فإن ازداد تمردها وتجرأت في ثورتها فألهب ظهرها بسياط العزيمة وعنفها على مخالفتها أمرك وعصيانها إرادتك،
فإن أبت إلا الشرود فلوّح لها بحكم الإعدام وأنها ليست عليك بعزيزة،
فإن تمنعت إدلالاً وطمعًا في عطفك
فلابد من تنفيذ حكم الإعدام في ميدان العشر الأواخر
بحبسها في معتكف التهذيب
حتى تتلاشى تلك النفس المتمردة وتفنى، وتتولد في تلك الليالي والأيام نفس جديدة وادعة مطمئنة تلين لك عند الطاعات إذا أمرتها،
وتثور عليك عند المعاصي إذا راودتها، فقد وُلدت ولادة شرعية في مكان وزمان طاهرين ونشأت وتربَّت في كنف الصالحين،
فلن تراها بعد ذلك إلا على الخير.
إنها ولادةٌ لنفس ذات إمامة في الدين، تنشأت على مهد الولاية،
وترفِّت في سلك الرهبوت والتبتل.