....السلام عليكم...
كنا مجتمعين بسهرة حلوة وشيقة جميلة مع بعض الصديقات والمقربات منا.. ودارا هذا الحديث بيننا؟؟
قالت لي صديقتي: الاتشعرين معي أن الزمن يمر بسرعة جنونية هذه الأيام؟ لقد قمت بزيارتك منذ أسبوع،وأكاد أحلف أننا أجتمعنا
البارحة؟؟ فقلت لها : نعم والله وكأنى اليوم وراء الباب..فا والدي توفي منذ عامين وأكاد أجزم انه لم يمر على وفاته بضعة أشهر ؟؟
ورزقنا أولادنا منذ خمس وعشرين سنة؟؟ وكأن هذا الحدث جرى منذ بضع سنوات لا أكثر؟؟وووفقالت أخرى:أه أتعتقدون أن التقدم با السن
هوالذي يدعونا للشعور بتسارع الزمن؟؟أما ماذا..
ولم نعرف بما نجيب؟؟ولكن كلن منا أخذ ت تمعن التفكير بذلك الشيء الذي يسمونه..{الزمن}وما هو الزمن با لظبط؟؟وكيف نشعر به؟ما هو هذا
الشيء الذي يشكل مع المكان النسيج الذي تقوم عليه أحداث العالم؟؟كم من ظاهرة الزمن واقعي ومطلق وموضوعي وكم منها تخيلي
ونسبي وفلسفي؟؟
لقد حاول الانسان منذ القدم طبط ظاهرة الزمن فحدد السنوات والأشهر والأيام..ومع أن السنة كانت تتعلق بدوران الأرض البطئ حول الشمس
والشهر بمنازل القمر واليوم بدوران الأرض حول نفسها فلم يكن خلال التاريخ أجماع حول طول كل من هذه الفترات..فالتقويمات القديمة كان
معظمها يعتمد الشهر القمري ومايزال مسلموا العالم يستخدمون هذا التقويم رغم أنه يقتضي عدم تطابق الشهور مع فصول السنة؟؟واذا
حدثت كل هذه التبدلات عبر التاريخ في تعيين طول السنة فطول الأسبوع كان موضوع جدال أكبر؟؟هل تعلموا مثلا" أن المصرين القدامى كانوا
يقسمون شهرهم لثلاثة أسابيع والأشوريون لخمسة أسابيع وان بعض القبائل في غرب أفريقيا اتبعت نظام الأسبوع ذي الأربعة أيام؟؟
ويبدو ان نظام الأسبوع ذي السبعة ايام الذي يطبق الأن في كل أنحاء العالم..بدأ في عهد البابلين الذين سموا أسماء أيام الأسبوع بأسماء
الشمس والقمر والكواكب الخمسة المعروفة أنذاك وقد جرت عدة محاولات لتغير هذا النظام في العصور الحديثة ولكنها باءت باالفشل وماقيل عن
الأسابيع يشبه مايقال عن ساعات اليوم وأجزائها فيوم السومرين كان مقسما" الى ستة أجزاء ويوم البابلين ال 12 جزءا" ويظهر أننا
ورثنا اليوم ذا الأربع وعشرين ساعة من أخواننا المصرين الذين لاحظوا أنتظام الليل باالظهور المتوالي لانثى عشر نجما" فقسموا
النهار لأجزاء أي ساعات مماثلة؟؟
وبعد كل هذا لقد حاول الناس ضبط الزمن عبر التاريخ ونحاول نحن ضبطه بالتقويمات التجارية التي نعرضها في الأسواق وباالساعات التي
نحملها أنى توجهنا وبالتسميات التي نلقيها على كل حدث هاما" كان أو غير ذي أهمية؟؟
ولكن ما هو مدى نجاحنا فى هذا المسعى؟؟
كيف نفسر مرور الساعة وكأنها دقائق عندما نكون منهمكين في عمل نحبه، أو عندما نكون بصحبة صديقة عزيزة؟؟ أو بجلسة حلوة كهذه..ومرورها
وكأنها ساعتان عندما نكون بانتظار قريبة تأخرت بقدومها؟أو عندما ننتظر أهلنا وأخواننا أو عندما نقوم بواجب ثقيل؟؟
كيف نفسر تأثير النوم والسفر والمزاج والمرض على حسنا باالزمن..ولماذا تحدث معظم الولادات في شهري أب وأيلول؟ولماذا تقع
معظم نوبات القلب بين منتصف الليل والساعة السادسة صباحا"..الزمن الزمن...نسبي كما هو مطلق والزمن وضعي كما هو موضوعي وفي الفيزياء
الحديثة يخضع تقدير الزمن لتسارع منظور مراقبة ووو؟
؟فتحنا موضوع الزمن وكيف لا نشعر الا بمروره سريعا" وكيف لانحسى به وأنه يضيع منا هكذا دون أن نستفيد منه قدر المستطاع؟؟ لكي ننتهي
بهذا الدرس والفائدة القيمة من بنت أحدى الصديقات؟؟فيا لروعة الزمن علينا أن نكسبه لا أن نضيعه؟
وجاء في حديث شريف.أخرجه الأمام أحمد يقول:
{لاتقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كاالشهر ويكون الشهر كاالجمعة وتكون الجمعة كااليوم ويكون اليوم كاالساعة
وتكون الساعة كاحتراق السعفة}
وكما يقولون:من استهان با الوقت نبذه الزمن...تحياتي.....