الحقيقة أننا لم نحسن التعامل مع عدونا، كما ينبغي، وكما تفرضه علينا طبيعة الصراع المرير والمديد، مع هذا العدو العتيد.
أما أننا لم نحسن التعامل مع عدونا، فلأننا لم نعرف مواطن القوة عنده، لنتحاشاها، أو نقاومها بمثلها أو أشد منها إن استطعنا، ولم نعرف نقاط الضعف فيه لنهاجمه منها، وذلك لأننا لم نحاول بصدق أن نتعرف على شخصيته، ونسبر أغوارها، ونعرف خصائصها ومقوماتها، ونظرتها إلى الأديان وإلى القيم وإلى الناس، ولم ندرس المؤثرات الحقيقية على هذه الشخصية، وبذلك نعرف كيف تفكر، وكيف تخطط، وكيف تنفذ، لم نعرف ماذا تريد، وكيف تصل إلى ما تريد.وربما تبين لنا بعض ما كان خافيا من قبل، ولكن لم نصل إلى ما كان يجب الوصول إليه من معرفة عدونا.
وكان في إمكاننا بسهولة الرجوع إلى عدد من المصادر الأساسية الميسورة لنا لتعرفنا بحقيقة عدونا. أما هذه المصادر فهي:
القرآن الكريم:
المصدر الأول القرآن الكريم: القرآن الكريم الذي أفرد للحديث عن بني إسرائيل مساحة واسعة بيَّن فيها خصالهم، وكشف اللثام عن سماتهم النفسية والخلقية، التي توارثوها خلفًا عن سلف، حتى أصبحت كأنها طبيعة ثابتة. نجد ذلك واضحا في سورة البقرة بتفصيل، وفي سورة آل عمران، والنساء، والمائدة، من السور المدنية، وفي سورة الأعراف وسورة الإسراء ـ وتسمى: سورة بني إسرائيل ـ وغيرها من السور المكية.
وصفهم القرآن الكريم بالقسوة والجبن في الوقت ذاته وبالحسد والبغي، وصفهم بنكث العهود والغدر، والتطاول حتى على رسل الله، بل على الله نفسه، وعدم الخضوع إلا للقوة، واستباحتهم لأموال من عداهم وحرماته.
أقرأ مثل قوله تعالى : ﴿ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو اشد قسوة﴾ البقرة: 74.
وقد ظهرت هذه القسوة في دير ياسين وفي صبرا وشاتيلا وغيرها. وقوله سبحانه: ﴿فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية﴾ المائدة: 13. ﴿الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون﴾ الأنفال: 56.
والواقع يصدق القرآن بما نقضوه من الهدنات والاتفاقيات. وقوله: ﴿لا يقاتلونكم جميعًا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر، بأسهم بينهم شديد، تحسبهم جميعًا وقلوبهم شتى﴾ الحشر: 14.
فهم لا يقاتلون مواجهة حرصًا على حياتهم، كما قال تعالى: ﴿ولتجدنهم أحرص الناس على حياة﴾ البقرة: 96 ولكن يختبئون وراء الحصون والحواجز. . وهم في خلاف وتناقض فيما بينهم، ولكنهم قادرون على إخفائه، بحيث يحسبهم من ينظر إليهم من الخارج صفًا واحدًا، رغم أن قلوبهم شتى، ووجهاتهم متباينة.
وقال تعالى :﴿لقد سمع الله قول الذين قالوا: إن الله فقير ونحن أغنياءُ، سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق﴾ آل عمران: 181.
فهذا يدل على تبجحهم وتطاولهم وقلة أدبهم، حتى مع الله جل جلاله.
وقال سبحانه: ﴿ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا، إلا بحبل من الله وحبل من الناس، وباءوا بغضب من الله، وضربت عليهم المسكنة، ذلك بأنهم كانوا يفكرون بآيات الله، ويقتلون الأنبياء بغير حق، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون﴾ آل عمران: 112.
فهذا يدل على أن الذلة مضروبة عليهم أينما كانوا إلا إذا اعتصموا بحبل من الله، فآمنوا حقًا، أو بحبل من الناس يحمونهم كالأمريكان في عصرنا. وذلك جزاء كفرهم وقتلهم أنبياء الله. واستمرارهم على العصيان والعدوان.
﴿ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا مادمت عليه قائمًا، ذلك بأنهم قالوا: ليس علينا في الأميين سبيل، ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون﴾ آل عمران: 75.
وهذه هي مقولتهم مع العرب ومع سائر الأمم: أن لا حرج عليهم إذا أكلوا أموالهم، ونهبوا ديارهم، واستحلوا حرماتهم، فليس عليهم في الأميين سبيل!.
وصفهم القرآن بالغرور والزهو حيث قالوا : ﴿نحن أبناء الله وأحباؤه﴾ المائدة: 18. فرد عليهم القرآن بقوله: ﴿قل: فلم يعذبكم بذنوبكم؟! بل أنتم بشر ممن خلق﴾ المائدة:18. ﴿وقالوا: لن تمسنا النار إلا أيامًا معدودة﴾ ! البقرة: 80. ورد عليهم القرآن دعواهم بقوله: ﴿قل: أتخذتم عند الله عهدًا فلن يخلف الله عهده، أم تقولون على الله ما لا تعلمون﴾ البقرة: 80.
ووصفهم القرآن بأنهم فئة لا تخضع إلا لمنطق القوة، حتى أمر الله تعالى ونهيه لا يدينون له ما لم تكن فوقهم قوة مادية قاهرة تجبرهم على الطاعة، وفي ذلك يقول القرآن : ﴿وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون﴾ الأعراف: 171.
وحديث القرآن عن القوم حديث طويل، ينبغي ان يراجع في مظانه من كتب التفسير القديم الحديث، وقد ألفت في ذلك كتب خاصة .
ولقد قال بعض المفسرين قديمًا: كاد القرآن يكون لموسى وبني إسرائيل! وذلك لكثرة ما ردّد قصتهم.
أما أننا لم نحسن التعامل مع عدونا، فلأننا لم نعرف مواطن القوة عنده، لنتحاشاها، أو نقاومها بمثلها أو أشد منها إن استطعنا، ولم نعرف نقاط الضعف فيه لنهاجمه منها، وذلك لأننا لم نحاول بصدق أن نتعرف على شخصيته، ونسبر أغوارها، ونعرف خصائصها ومقوماتها، ونظرتها إلى الأديان وإلى القيم وإلى الناس، ولم ندرس المؤثرات الحقيقية على هذه الشخصية، وبذلك نعرف كيف تفكر، وكيف تخطط، وكيف تنفذ، لم نعرف ماذا تريد، وكيف تصل إلى ما تريد.وربما تبين لنا بعض ما كان خافيا من قبل، ولكن لم نصل إلى ما كان يجب الوصول إليه من معرفة عدونا.
وكان في إمكاننا بسهولة الرجوع إلى عدد من المصادر الأساسية الميسورة لنا لتعرفنا بحقيقة عدونا. أما هذه المصادر فهي:
القرآن الكريم:
المصدر الأول القرآن الكريم: القرآن الكريم الذي أفرد للحديث عن بني إسرائيل مساحة واسعة بيَّن فيها خصالهم، وكشف اللثام عن سماتهم النفسية والخلقية، التي توارثوها خلفًا عن سلف، حتى أصبحت كأنها طبيعة ثابتة. نجد ذلك واضحا في سورة البقرة بتفصيل، وفي سورة آل عمران، والنساء، والمائدة، من السور المدنية، وفي سورة الأعراف وسورة الإسراء ـ وتسمى: سورة بني إسرائيل ـ وغيرها من السور المكية.
وصفهم القرآن الكريم بالقسوة والجبن في الوقت ذاته وبالحسد والبغي، وصفهم بنكث العهود والغدر، والتطاول حتى على رسل الله، بل على الله نفسه، وعدم الخضوع إلا للقوة، واستباحتهم لأموال من عداهم وحرماته.
أقرأ مثل قوله تعالى : ﴿ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو اشد قسوة﴾ البقرة: 74.
وقد ظهرت هذه القسوة في دير ياسين وفي صبرا وشاتيلا وغيرها. وقوله سبحانه: ﴿فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية﴾ المائدة: 13. ﴿الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون﴾ الأنفال: 56.
والواقع يصدق القرآن بما نقضوه من الهدنات والاتفاقيات. وقوله: ﴿لا يقاتلونكم جميعًا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر، بأسهم بينهم شديد، تحسبهم جميعًا وقلوبهم شتى﴾ الحشر: 14.
فهم لا يقاتلون مواجهة حرصًا على حياتهم، كما قال تعالى: ﴿ولتجدنهم أحرص الناس على حياة﴾ البقرة: 96 ولكن يختبئون وراء الحصون والحواجز. . وهم في خلاف وتناقض فيما بينهم، ولكنهم قادرون على إخفائه، بحيث يحسبهم من ينظر إليهم من الخارج صفًا واحدًا، رغم أن قلوبهم شتى، ووجهاتهم متباينة.
وقال تعالى :﴿لقد سمع الله قول الذين قالوا: إن الله فقير ونحن أغنياءُ، سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق﴾ آل عمران: 181.
فهذا يدل على تبجحهم وتطاولهم وقلة أدبهم، حتى مع الله جل جلاله.
وقال سبحانه: ﴿ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا، إلا بحبل من الله وحبل من الناس، وباءوا بغضب من الله، وضربت عليهم المسكنة، ذلك بأنهم كانوا يفكرون بآيات الله، ويقتلون الأنبياء بغير حق، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون﴾ آل عمران: 112.
فهذا يدل على أن الذلة مضروبة عليهم أينما كانوا إلا إذا اعتصموا بحبل من الله، فآمنوا حقًا، أو بحبل من الناس يحمونهم كالأمريكان في عصرنا. وذلك جزاء كفرهم وقتلهم أنبياء الله. واستمرارهم على العصيان والعدوان.
﴿ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا مادمت عليه قائمًا، ذلك بأنهم قالوا: ليس علينا في الأميين سبيل، ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون﴾ آل عمران: 75.
وهذه هي مقولتهم مع العرب ومع سائر الأمم: أن لا حرج عليهم إذا أكلوا أموالهم، ونهبوا ديارهم، واستحلوا حرماتهم، فليس عليهم في الأميين سبيل!.
وصفهم القرآن بالغرور والزهو حيث قالوا : ﴿نحن أبناء الله وأحباؤه﴾ المائدة: 18. فرد عليهم القرآن بقوله: ﴿قل: فلم يعذبكم بذنوبكم؟! بل أنتم بشر ممن خلق﴾ المائدة:18. ﴿وقالوا: لن تمسنا النار إلا أيامًا معدودة﴾ ! البقرة: 80. ورد عليهم القرآن دعواهم بقوله: ﴿قل: أتخذتم عند الله عهدًا فلن يخلف الله عهده، أم تقولون على الله ما لا تعلمون﴾ البقرة: 80.
ووصفهم القرآن بأنهم فئة لا تخضع إلا لمنطق القوة، حتى أمر الله تعالى ونهيه لا يدينون له ما لم تكن فوقهم قوة مادية قاهرة تجبرهم على الطاعة، وفي ذلك يقول القرآن : ﴿وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون﴾ الأعراف: 171.
وحديث القرآن عن القوم حديث طويل، ينبغي ان يراجع في مظانه من كتب التفسير القديم الحديث، وقد ألفت في ذلك كتب خاصة .
ولقد قال بعض المفسرين قديمًا: كاد القرآن يكون لموسى وبني إسرائيل! وذلك لكثرة ما ردّد قصتهم.