الــــمــــنــــبــــر الــــعــــلــــمــــى : مـــــــــنـــــــــبـــــــــر الـــــــحـــــق

حياكــــم الله وبياكم وجعل الجـــــــنة مثوانا ومثواكم ... أهلا بحضراتكم فى المنتدى العلمى .. منتدى غرفة منبر الحق الاســـــــــــــــــــلاميه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الــــمــــنــــبــــر الــــعــــلــــمــــى : مـــــــــنـــــــــبـــــــــر الـــــــحـــــق

حياكــــم الله وبياكم وجعل الجـــــــنة مثوانا ومثواكم ... أهلا بحضراتكم فى المنتدى العلمى .. منتدى غرفة منبر الحق الاســـــــــــــــــــلاميه

الــــمــــنــــبــــر الــــعــــلــــمــــى : مـــــــــنـــــــــبـــــــــر الـــــــحـــــق

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنبر العلمى { مــــنــــبــــر الــــحــــق } ... قرآن وسنه بفهم سلف الأمه


    [ شبهة "الاحتجاج بدخول قبر النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد" والرد عليها ]

    المدير المسئول
    المدير المسئول
    Admin


    عدد المساهمات : 962
    تاريخ التسجيل : 05/08/2009
    العمر : 58
    الموقع : منتدى المنبر العلمى - منبر الحق

    [ شبهة "الاحتجاج بدخول قبر النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد" والرد عليها ] Empty [ شبهة "الاحتجاج بدخول قبر النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد" والرد عليها ]

    مُساهمة  المدير المسئول السبت أكتوبر 30, 2010 11:19 am

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:-

    فإن من المعلوم أن الله سبحانه حرم في كتابه وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم الشرك وصوره ووسائله ، بل ما أرسل الله الأنبياء والرسل إلى أقوامهم إلا ليأمروهم بإفراده سبحانه بالعبادة ويحذروهم من الشرك ووسائله .

    ولاشك أن من الوسائل التي تؤدي إلى الشرك الغلو في الأنبياء والصالحين ، بل هو سبب من الأسباب الرئيسية التي من أجلها انتشر الشرك ووقع في الأرض ويظهر هذا في قصة نوح عليه السلام كما أخبرنا ربنا تبارك وتعالى عنها في كتابه وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم .


    ومن صور الغلو في الصالحين والتي حرمها الإسلام بناء المساجد والقباب والأضرحة والمقامات على قبورهم ، وللأسف استغل الشيطان هذه الصورة في إضلال بني آدم فأشاع بينهم أن من فعل هذا فقد احترم وقدَّر منزلة الصالحين ، بل لا تحفظ كرامتهم بعد موتهم إلا بهذه الصورة وهي بناء المساجد والقباب والأضرحة والمشاهد على قبورهم !!! هكذا زعموا وزعم شيطانهم !!!


    وللأسف بسبب تزيين الشيطان لهذه الصورة للعباد والزهاد وعلماء السوء انتشرت هذه الشركيات في كثير من بلاد المسلمين !!


    فلا تدخل بلدًا الآن من بلدان المسلمين إلا وتجد فيها مسجداً مشيداً ظاهرا مبني على قبر يُعبد من دون الله إلا ما رحم ربك ، وهذا كله من مظاهر الشرك والفساد الذي بسببه ينزل الدمار والعقاب من عند الله على العباد بسبب وجود هذه المظاهر والآثار بينهم ، بل هذا الأمر يذكرني بموقف حدث معي وحينها كنت صغيرا في مسجد عندنا في بلدتنا يسمى (بمسجد العارف) وهذا المسجد فيه ضريح ومقام لرجل من الصالحين زعموا ...!!!

    فحينما كنت في المسجد أصلي فإذا برجل معمم من مشايخ الأزهرية وإذا به يدخل في غاية الهدوء والخشوع ويجلس أمام الضريح وإذا به يقبله ويتمسح به ثم تفاجئت فإذا به يسجد له من دون الله ، ويمرغ خده ووجهه في عتبة الضريح ، ثم لما انتهى قام ثم رجع إلى الوراء بظهره حتى خرج من مكان الضريح ، فتعجبت من هذه الأشياء وقلت أليس من هؤلاء رجل رشيد ؟؟!!!

    كيف تُفعل مثل هذه الأشياء مع مثل هذه الأضرحة والمقامات التي ما هي إلا جمادات لا تجلب للعبد نفعاً ولا تدفع عنه الضر ..


    ومن خلال قراءتي ومناقشاتي مع إخواني ودعوة أمثال هؤلاء وجدتهم دائما يستدلون بشبهة واهية ، وللأسف قد ينخدع بها البعض لوجودها إلى الآن .
    وهي وجود قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجده ، وهذه لا شك عند التأمل فيها يعلم النبيه أنها شبهة من شبه القوم لا تزيد ولا تنقص عن باقي الشبه الأخرى التي يتمسك بها هؤلاء القبوريون ، لكن للأسف أخذها هؤلاء على أنها دليل شرعي ثابت يستدل به على ترويج مثل هذه الشركيات وغيرها .

    والحمد لله قام علماؤنا خير قيام في بيان ورد أمثال هذه الشبه لكن لما كانت هذه الشبهة قد تنطلي على بعض المسلمين أحببت أن أنقل بعض كلام أهل العلم في جوابهم عليها حتى تكون سببًا في هداية الضالين ورجوع المنحرفين عن عقائدهم الفاسدة والتي هي نذير شؤم على جميع البلاد إن لم نرجع ونتب إلى الله سبحانه .


    فأقول مستعينا بالله وتوفيقه :-


    كلام العلامة الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله


    يقول السائل: جاء في الحديث: ((لعن الله قوماً اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)) ويحدث في كثير من الأقطار الإسلامية اتخاذ الأضرحة والمقامات لأولياء الله، وعندما ننهى عن ذلك يحتجون بأن قبر النبي صلى الله عليه وسلم موجود بمسجده في المدينة المنورة مما يحدث عندنا بعض الإشكال، فأفيدونا عن ذلك وفقكم الله.


    الجواب:


    لا ريب أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أببيائهم مساجد)) قالت عائشة رضي الله عنها: (يحذِّر ما صنعوا). رواه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين.
    وقال عليه الصلاة والسلام: ((ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك)) خرجه مسلم في صحيحه.
    وهذه الأحاديث وما جاء في معناها كلها واضحة في تحريم اتخاذ المساجد على القبور أو الصلاة عندها أو القراءة عندها أو نحو ذلك، ولكن بعض الناس قد تشتبه عليه الأمور ولا يعرف الحقيقة التي جاء بها المصطفى عليه الصلاة والسلام، فيعمل ما يعمل من البناء على القبور واتخاذ مساجد عليها جهلاً منه وقلة بصيرة.
    وأما ما يتعلق بقبر النبي صلى الله عليه وسلم فلم يدفن في المسجد صلى الله عليه وسلم، فالرسول صلى الله عليه وسلم دفن في بيت عائشة، ثم وسع المسجد في عهد الوليد بن عبد الملك في آخر القرن الأول فأدخلت الحجرة في المسجد، وهذا غلط من الوليد لما أدخلها، وقد أنكر عليه بعض من حضره من هناك في المدينة ولكن لم يُقدَّر أنه يرعوي لما أنكر عليه.
    فالحاصل أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم كان في البيت بيت عائشة رضي الله عنها ثم أدخلت الحجرة في المسجد بسبب التوسعة فلا حجة في ذلك، ثم إنه من فعل أمير المؤمنين الوليد بن عبد الملك وقد أخطأ في ذلك لما أدخله في المسجد، فلا ينبغي لأحد أن يحتج بهذا العمل.
    فالذي فعله الناس اليوم من البناء على القبور واتخاذ مساجد عليها كله منكر مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم.
    فالواجب على ولاة الأمور من المسلمين إزالته، فالواجب على أي ولي أمر من أمراء المسلمين أن يزيل هذه المساجد التي على القبور، وأن يسير على السنة، وأن تكون القبور في الصحراء بارزة ليس عليها بناء ولا قباب ولا مساجد ولا غير ذلك، كما كانت القبور في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في البقيع وغيره بارزة ليس عليها شيء، وهكذا قبور الشهداء، شهداء أحد، لم يبن عليها شيء.
    فالحاصل أن هذا هو المشروع، أن تكون القبور بارزة ضاحية ليس عليها بناء كما كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي عهد السلف الصالح، أما ما أحدثه الناس من البناء فهو بدعة ومنكر لا يجوز إقراره ولا التأسي به.
    ولهذا وقع الشرك لما وجد العامة والجهال القبور المشيد عليها المساجد والقباب المعظمة والمفروشة والمطيبة ظنوا أنها تقضي حوائجهم وتشفي مرضاهم وتنفعهم، فدعوها واستغاثوا بها ونذروا لها فوقع الشرك، نعوذ بالله من أسباب ذلك، فالغلو في القبور كله شر، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: ((إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين))، نسأل الله السلامة والعافية.



    المصدر:-
    فتاوى نور على الدرب المجلد الأول




    كلام الشيخ العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين رحمه الله



    السؤال: أحسنتم أيضاً يقول محمد جميل حسين مصطفي من الجمهورية العراقية يقول: إن الله سبحانه وتعالى يخاطب المؤمنين بتجنب اتخاذ القبور مساجد فنرى بعض المساجد مبنية فوق قبور الأنبياء والمشايخ السابقين في الإسلام فهل يجوز هذا؟
    الجواب :-
    الشيخ: الذي يفهم من صيغة السؤال أن النهي عن اتخاذ القبور مساجد جاء في القرآن لأنه قال إن الله يخاطب المؤمنين بتجنب فظاهر سؤاله أن ذلك في القرآن والأمر ليس كما ظن إن كان قد ظنه فهذا ليس في القرآن لكن النبي صلى الله عليه وسلم لعن المتخذين القبور مساجد فجاء ذلك في السنة ولا شك أن اتخاذ القبور مساجد من كبائر الذنوب ولكن إذا وجد قبر في مسجد فإذا كان المسجد مبنياً على القبر وجب هدمه وإزالته، وإن كان القبر موضوعا في المسجد بعد بنائه وجب إخراجه من المسجد فإذاً الحكم للأول منهما إن كان الأول هو المسجد فإنه يزال القبر، وإن كان الأول القبر فإنه يهدم المسجد، ولا يجوز بناء المساجد على القبور ولا يجوز دفن الموتى في المساجد، ولا يرد على هذا ما استشكله كثير من الناس بالنسبة لقبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبرى صاحبيه الموجودين في المسجد النبوي وذلك لأن المسجد لم يبن عليهما ، المسجد كان مستقلاً وهذه كانت حجرة لعائشة رضي الله عنها دفن فيها النبي صلى الله عليه وسلم حيث قبض واختار أبو بكر أن يدفن معه وكذلك عمر رضي الله عنهما وقصة عمر في مراجعة عائشة في ذلك مشهورة أقول لا يرد على ذلك لأن هذه الحجرة كانت منفصلة متميزة عن المسجد ولم يقبر النبي صلى الله عليه وسلم ولا صاحباه في المسجد ولم يبن عليهما أيضاً لكن في زمن الوليد وفوق التسعين من الهجرة احتاج المسجد إلى زيادة فرأى الولاة في ذلك الوقت أن يضاف إليه حجر زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ومن جملتها حجرة عائشة رضي الله عنها إلا أن الحجرة بقيت منفصلة متميزة عن المسجد ببنايتها على أن من الناس في ذلك الوقت من كره هذا الأمر ونازع فيه ولم يوافق عليه وقد ذكر أهل العلم أن أكثر الصحابة رضي الله عنهم لم يكونوا موجودين في ذلك الوقت في المدينة وان الموجود من الصحابة في ذلك الوقت كانوا نازحين في البلاد الإسلامية التي فتحت وعلى هذا فالمسالة أي إدخال الحجرة في المسجد ليس موضع اتفاق من الناس في ذلك الوقت، إلا أنها بقيت ولم تغير لأن تغيرها صعب فلذلك أبقوها كما هي والحمد لله منفصلة عن المسجد ولم توضع القبور داخل المسجد ولا المسجد بني عليها.
    المصدر:
    موقع الشيخ الرسمي على الإنترنت .



    كلام الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان حفظه الله


    نص السؤال فضيلة الشيخ ، كيف نرد على من استشهد بوجود قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - في ناحية المسجد فيقول : كما جازت فيه الصلاة جازت في غيره ؟
    الجواب:
    قبر الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن في مسجده وإنما كان في بيته ، دفن صلى الله عليه وسلم في بيته ، والحكمة في ذلك أنه لو دفن في البقيع أو في غيره ربما يحصل من الناس فتنة حوله ، فهو دفن في بيته صيانه له عن الإفتتان ، وكان بيته خارج المسجد إلى أن وسع المسجد في عهد الوليد بن عبدالملك فأدخل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المسجد ، فمسجد الرسول مبني قبل وفاته صلى الله عليه وسلم بزمان طويل حين قدم المدينة أول ما بدأ ببناء المسجد وليس به قبر ، فلم يئسس على قبر ولم يبنى على قبر ولم يدفن فيه الرسول صلى الله عليه وسلم وإنما دفن في بيته حفاظاً عليه ، كون بعض الخلفاء تصرف وأدخل الحجرة في المسجد هذا خطأ لاشك ، لكن لا يقال أن مسجد الرسول بني على قبر ولا تصح الصلاة فيه ولا ولا هذا كلام جاهل أو كلام مغالط نعم .

    المصدر
    موقع الشيخ الرسمي على الإنترنت .

    كلام الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله

    وأما الشبهة الثانية وهي أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده كما هو مشاهد اليوم ولو كان ذلك حراما لم يدفن فيه !
    والجواب : أن هذا وإن كان هو المشاهد اليوم فإنه لم يكن كذلك في عهد الصحابة رضي الله عنهم فإنهم لما مات النبي صلى الله عليه وسلم دفنوه في حجرته التي كانت بجانب مسجده ،وكان يفصل بينهما جدار فيه باب ، كان صلى الله عليه وسلم يخرج منه إلى المسجد وهذا أمر معروف مقطوع به عند العلماء ، ولا خلاف في ذلك بينهم ، والصحابة رضي الله عنهم حينما دفنوه صلى الله عليه وسلم في الحجرة إنما فعلوا ذلك كي لا يتمكن أحد بعدهم من اتخاذ قبره مسجدًا كما سبق بيانه في حديث عائشة وغيره ( ص14-15 ).
    ولكن وقع بعدهم ما لم يكن في حسبانهم ! ذلك أن الوليد بن عبدالملك أمر سنة ثمان وثمانين بهدم المسجد النبوي وإضافة حجر أزواج رسول الله صلى الله عليه سولم إليه فأدخل فيه الحجرة النبوية حجرة عائشة فصار القبر بذلك في المسجد ([1]) ولم يكن في المدينة أحد من الصحابة حينذاك خلافا لم توهم بعضهم.
    قال العلامة الحافظ محمد ابن عبد الهادي في " الصارم المنكي " ( ص 136 ) :
    " وإنما أدخلت الحجرة في المسجد في خلافة الوليد بن عبدالملك بعد موت عامة الصحابة الذين كانوا بالمدينة وكان آخرهم موتا جابر بن عبدالله وتوفي في خلافة عبدالملك فإنه توفي سنة ثمان وسبعين والوليد تولى سنة ست وثمانين وتوفي سنة ست وتسعين فكان بناء المسجد وإدخال الحجرة فيه فيما بين ذلك ([2])
    وقد ذكر أبو زيد عمر بن شبة النميري في " كتاب أخبار المدينة " مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم عن أشياخه عمن حدثوا عنه أن عمر بن عبد العزيز لما كان نائبا للوليد على المدينة في سنة إحدى وتسعين هدم المسجد وبناه بالحجارة المنقوشة ،وعمل سقفه بالساج وماء الذهب وهدم حجرات أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فأدخلها في المسجد وأدخل القبر فيه "
    يتبين لنا مما أوردناه أن القبر الشريف إنما أدخل إلى المسجد النبوي حين لم يكن في المدينة أحد من الصحابة وإن ذلك كان على خلاف غرضهم الذي رموا إليه حين دفنوه في حجرته صلى الله عليه وسلم فلا يجوز لمسلم بعد أن عرف هذه الحقيقة أن يحتج بما وقع بعد الصحابة لأنه مخالف للأحاديث الصحيحة وما فهم الصحابة والأئمة منها كما سبق بيانه وهو مخالف أيضا لصنيع عمر وعثمان حين وسعا المسجد ولم يدخلا القبر فيه.
    ولهذا نقطع بخطأ ما فعله الوليد بن عبد الملك عفا الله عنه ولإن كان مضطرا إلى توسيع المسجد فإنه كان باستطاعته أن يوسعه من الجهات الأخرى دون أن يتعرض للحجرة الشريفة وقد أشار عمر بن الخطاب إلى هذا النوع من الخطأ حين قام هو رضي الله عنه بتوسيع المسجد من الجهات الأخرى ولم يتعرض للحجرة بل قال " إنه لا سبيل إليها " ([3]) فأشار رضي الله عنه إلى المحذور الذي يترقب من جراء هدمها وضمها إلى المسجد .
    ومع هذه المخالفة الصريحة للأحاديث المتقدمة وسنة الخلفاء الراشدين فإن المخالفين لما أدخلوا القبر النبوي في المسجد الشريف احتاطوا للأمر شيئا ما فحاولوا تقليل المخالفة ما أمكنهم قال النووي في " شرح مسلم " ( 5 / 14 ) :
    ((ولما احتاجت الصحابة ([4]) والتابعون إلى الزيادة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كثر المسلمون وامتدت الزيادة إلى أن دخلت بيوت أمهات المؤمنين فيه ومنها حجرة عائشة رضي الله عنها مدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما بنوا على القبر حيطانا مرتفعة مستديرة حوله لئلا يظهر في المسجد ([5]) فيصلي إليه العوام ويؤدي إلى المحذور ثم بنوا جدارين من ركني القبر الشماليين وحرفوهما حتى التقيا حتى لا يتمكن أحد من استقبال القبر )) .
    ونقل الحافظ ابن رجب في " الفتح " نحوه عن القرطبي كما في " الكواكب " ( 65 / 91 / 1 ) وذكر ابن تيمية في " الجواب الباهر " ( ق 9 / 2 ) :
    ( أن الحجرة لما أدخلت إلى المسجد سد بابها وبني عليها حائط آخر صيانة له صلى الله عليه وسلم أن يتخذ بيته عيدا وقبره وثنا ) .
    قلت : ومما يؤسف له أن هذا البناء قد بني عليه منذ قرون -إن لم يكن قد أزيل- تلك القبة الخضراء العالية وأحيط القبر الشريف بالنوافذ النحاسية والزخارف والسجف وغير ذلك مما لا يرضاه صاحب القبر نفسه صلى الله عليه وسلم .
    بل قد رأيت حين زرت المسجد النبوي الكريم وتشرفت بالسلام عليه صلى الله عليه وسلم سنة 1368 هـ رأيت في أسفل حائط القبر الشمالي محرابا صغيرا ووراءه سدة مرتفعة عن أرض المسجد قليلا إشارة إلى أن هذا المكان خاص للصلاة وراء القبر ! فعجبت حينئذ كيف ظلت هذه الظاهرة الوثنية قائمة حتى في عهد دولة التوحيد ! أقول هذا مع الاعتراف بأنني لم أر أحدا يأتي ذلك المكان للصلاة فيه لشدة المراقبة من قبل الحرس الموكلين على منع الناس من أن يأتوا بما يخالف الشرع عند القبر الشريف فهذا مما تشكر عليه الدولة السعودية ولكن هذا لا يكفي ولا يشفي وقد كنت قلت منذ ثلاث سنوات في كتابي " أحكام الجنائز وبدعها " ( 208 من أصلي ) :
    فالواجب الرجوع بالمسجد النبوي إلى عهده السابق وذلك بالفصل بينه وبين القبر النبوي بحائط يمتد من الشمال إلى الجنوب بحيث أن الداخل إلى المسجد لا يرى فيه أي مخالفة لا ترضى مؤسسه صلى الله عليه وسلم اعتقد أن هذا من الواجب على الدولة السعودية ، وهي الدولة التي قامت على التوحيد حقًا ، وقد سمعنا أنها أمرت بتوسيع المسجد مجدداً فلعلها تتبنى اقتراحنا هذا ، وتجعل الزيادة من الجهة الغربية وغيرها ، وتسد بذلك النقص الذي سيصيب سعة المسجد إذا نفذ الإقتراح . إذا كانت تريد أن تكون حامية التوحيد حقا وقد سمعنا أنها أمرت بتوسيع المسجد مجددا فلعلها تتبنى اقتراحنا هذا وتجعل الزيادة من الجهة الغربية وغيرها وتسد بذلك النقص الذي سيصيبه سعة المسجد إذا نفذ الاقتراح أرجو أن يحقق الله ذلك على يدها ومن أولى بذلك منها ؟ ) ولكن المسجد وسع منذ سنتين تقريبا دون إرجاعه إلى ما كان عليه في عهد الصحابة والله المستعان .) أهـــ
    المصدر:-
    كتاب تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد

    قلت : (أبوالطيب) رحم الله ناصر السنة وريحانة بلاد الشام الشيخ محمد ناصر الدين الألباني فقد رد وشفى كل قلب يبحث عن الحق ، فاللهم دلنا على الحق وثبتنا عليه حتى نلقاك ..آمين . وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين .
    وكتب
    أبوالطيب محمد بن حسن بن السيد السوهاجي المصري السلفي


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ(هامش كتاب تحذير الساجد ) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    [1]_ تاريخ ابن جرير ( 5 / 222-223 ) وتاريخ ابن كثير ( 9 / 74 -75 )
    [2]_ قلت: وإنما لم يسم الحافظ ابن عبدالهادي السنة التي وقع فيها ذلك لأنها لم ترد في رواية ثابتة على طريقة المحدثين وما نقلناه عن ابن جرير هو من رواية الواقدي وهو متهم ورواية ابن شبة الآتية في كلام الحافظ ابن عبد الهادي مدارها على مجاهيل وهم عن مجهول ! كما هو ظاهر فلا حجة في شئ من ذلك وإنما العمدة على اتفاق المؤرخين على أن إدخال الحجرة إلى المسجد كان في ولاية الوليد وهذا القدر كاف في إثبات أن ذلك كان بعد موت الصحابة الذين كانوا في المدينة حسبما بينه الحافظ لكن يعكر عليه ما رواه أبو عبدالله الرازي في مشيخته ( 218 / 1 ) عن محمد بن الربيع الجيزري : " توفي سهل بن سعد بالمدينة هو ابن مائة سنة وكانت وفاته سنة إحدى وتسعين وهو آخر من مات بالمدينة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم . لكن الجيزي هذا لم اعرفه ثم هو معضل وقد ذكر مثله الحافظ بن حجر في " الإصابة " ( 2 / 87 ) عن الزهري من قوله فهو معضل أيضا أو مرسل ثم عقبه بقوله : " وقيل قبل ذلك وزعم ابن أبي داود أنه مات بالإسكندرية " وجزم في " التقريب " أنه مات سنة 88 فالله أعلم.
    وخلاصة القول أنه ليس لدينا نص تقوم به الحجة على أن أحدا من الصحابة كان في عهد عملية التغيير هذه فمن ادعى خلاف ذلك فعليه الدليل فما جاء في شرح مسلم " ( 5 / 1314 ) أن ذلك كان في عهد الصحابة لعل مستنده تلك الرواية المعضلة أو المرسلة وبمثلها لا تقوم حجة على أنها أخص من الدعوى فإنها لو صحت إنما تثبت وجود واحد من الصحابة حينذاك لا ( الصحابة )
    وأما قول بعض من كتب في هذه المسألة بغير علم :
    ((فمسجد النبي صلى الله عليه وسلم منذ وسعه عثمان رضي الله عنه وأدخل في المسجد ما لم يكن منه فصارت القبور الثلاثة محاطة بالمسجد لم ينكر أحد من السلف ذلك)) .
    فمن جهالاتهم التي لا حدود لها ! ولا أريد أن أقول : إنها من افتراءاتهم فإن أحدا من العلماء لم يقل إن إدخال القبور الثلاثة كان في عهد عثمان رضي الله عنه بل اتفقوا على أن ذلك كان في عهد الوليد بن عبد الملك كما سبق أي بعد عثمان بنحو نصف قرن ولكنهم يهرفون بما لا يعرفون ذلك لأن عثمان رضي الله عنه فعل خلاف ما نسبوا إليه فإنه لما وسع المسجد النبوي الشريف احترز من الوقوع في مخالفة الأحاديث المشار إليها فلم يوسع المسجد من جهة الحجرات ولم يدخلها فيه وهذا عين ما صنعه سلفه عمر بن الخطاب رضي الله عنهم جميعا بل أشار هذا إلى أن التوسيع من الجهة المشار إليها فيه المحذور المذكور في الأحاديث المتقدمة كما سيأتي ذلك عنه قريبا .
    وأما قولهم : " ولم ينكر أحد من السلف ذلك "
    فنقول : وما أدراكم بذلك ؟ فإن من أصعب الأشياء على العقلاء إثبات نفي شئ يمكن أن يقع ولم يعلم كما هو معروف عند العلماء لأن ذلك يستلزم الإستقراء التام والإحاطة بكل ما جرى وما قيل حول الحادثة التي يتعلق بها الأمر المراد نفيه عنها وأنى لمثل هذا البعض المشار إليه أن يفعلوا ذلك لو استطاعوا ولو أنهم راجعوا بعض الكتب لهذه المسألة لما وقعوا في تلك الجهالة الفاضحة ولو جدوا ما يحملهم على أن لا ينكروا ما لم يحيطوا بعلمه فقد قال الحافظ ابن كثير في تاريخه ( 75 ج 9 ) بعد أن ساق قصة إدخال القبر النبوي في المسجد : (ويحكي أن سعيد بن المسيب أنكر إدخال حجرة عائشة في المسجد كأنه خشي أن يتخذ القبر مسجدا).
    وأنا لا يهمني كثيرا صحة هذه الرواية أو عدم صحتها لأننا لا نبني عليها حكما شرعيا لكن الظن بسعيد بن المسيب وغيره من العلماء الذين أدركوا ذلك التغيير أنهم أنكروا ذلك أشد الإنكار لمنافاته تلك الأحاديث المتقدمة منافاة بينة وخاصة منها رواية عائشة التي تقول : " فلولا ذاك أبرز قبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا " فما خشي الصحابة رضي الله عنهم قد وقع مع الأسف الشديد بإدخال القبر في المسجد إذ لافارق بين أن يكونوا دفنوه صلى الله عليه وسلم حين مات في المسجد وحاشاهم عن ذلك وبين ما فعله الذين بعدهم من إدخال قبره في المسجد بتوسيعه فالمحذور حاصل على كل حال كما تقدم عن الحافظ العراقي وشيخ الإسلام ابن تيمية ويؤيد هذا الظن أن سعيد بن المسيب أحد رواة الحديث الثاني كما سبق فهل اللائق بمن يعترف بعلمه وفضله وجرأته في الحق أن يظن به أنه أنكر على من خالف الحديث الذي هو أحد رواته أم أن ينسب إليه عدم إنكاره ذلك كما زعم هؤلاء المشار إليهم حين قالوا " لم ينكر أحد من السلف ذلك "
    والحقيقة أن قولهم هذا يتضمن طعنا ظاهرا لو كانوا يعلمون في جميع السلف لأن إدخال القبر إلى المسجد منكر ظاهر عند كل من علم بتلك الأحاديث المتقدمة وبمعانيها ومن المحال أن ننسب إلى جميع السلف جهلهم بذلك فهم أو على الأقل بعضهم يعلم ذلك يقينا وإذا كان الأمر كذلك فلا بد من القول بأنهم أنكروا ذلك ولو لم نقف فيه على نص لأن التاريخ لم يحفظ لنا كل ما وقع فكيف يقال : إنهم لم ينكروا ذلك ؟ اللهم غفرا ..
    ومن جهالتهم قولهم عطفا على قولهم السابق :
    وكذا مسجد بني أمته دخل المسلمون دمشق من الصحابة وغيرهم والقبر ضمن المسجد لمن ينكر أحد ذلك "
    إن منطق هؤلاء عجيب غريب إنهم ليتوهمون أن كل ما يشاهدونه الآن في مسجد بني أمية كان موجودا في عهد منشئه الأول الوليد بن عبد الملك فهل يقول بهذا عاقل ؟ كلا لا يقول ذلك غير هؤلاء ونحن نقطع ببطلان قولهم وأن أحدا من الصحابة والتابعين لم ير قبرا ظاهرا في مسجد بني أمية أو غيره بل غاية ما جاء فيه بعض الروايات عن زيد بن واقد أنهم في أثناء العمليات وجدوا مغارة فيها صندوق فيه سفط ( وعاء كالقفة ) وفي السفط رأس يحيى بن زكريا عليهما السلام مكتوب عليه : هذا رأس يحيى عليه السلام فأمر به الوليد فرد إلى المكان وقال : اجعلوا العمود الذي فوقه مغيرا من الأعمدة فجعل عليه عمود مسبك مسفط الرأس . رواه أبو الحسن الربعي في فضائل الشام ( 33 ) ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه ( ج 2 ق 9 / 10 ) وإسناده ضعيف جدا فيه إبراهيم بن هشام الغساني كذبه أبو حاتم وأبو زرعة وقال الذهبي " متروك " . ومع هذا فإننا نقطع أنه لم يكن في المسجد صورة قبر حتى أواخر القرن الثاني لما أخرجه الربعي وبن عساكر عن الوليد بن مسلم أنه سئل أين بلغك رأس يحى بن زكريا ؟ قال : بلغني أنه ثم وأشار بيده إلى العمود المسفط الرابع من الركن الشرقي فهذا يدل على أنه لم يكن هناك قبر في عهد الوليد بن مسلم وقد توفي سنة أربع وتسعين ومائة .
    وأما كون ذلك الرأس هو رأس يحى عليه السلام فلا يمكن أن إثباته ولذلك اختلف المؤرخون اختلافا كثيرا وجمهورهم على أن رأس يحيى عليه السلام مدفون في مسجد حلب ليس في مسجد دمشق كما حققه شيخنا في الإجازة العلامة محمد راغب الطباخ في بحث له نشره في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق ( ج 1 ص 41 1482 ) تحت عنوان " رأس يحيى ورأس زكريا " فليراجعه من شاء .
    ونحن لا يهمنا من الوجهة الشرعية ثبوت هذا أو ذاك سواء عندنا أكان الرأس الكريم في هذا المسجد أو ذاك بل لو تقينا عدم وجوده في كل من المسجدين فوجود صورة القبر فيهما كاف في المخالفة لأن أحكام الشريعة المطهرة إنما تبنى عل الظاهر لا الباطن كما هو معروف وسيأتي ما يشهد لهذا من كلام بعض العلماء وأشد ما تكون المخالفة إذا كان القبر في قبلة المسجد كما هو الحال في مسجد حلب ولا منكر لذلك من علمائها !
    واعلم أنه لا يجدي في رفع المخالفة أن القبر في المسجد ضمن مقصورة كما زعم مؤلفوا الرسالة لأنه على كل حال ظاهر ومقصود من العامة وأشباههم من الخاصة بما لا يقصد به إلا الله تعالى من التوجه إليه والاستغاثة به من دون الله تبارك وتعالى فظهور القبر هو سبب المحذور كما سيأتي عن النووي رحمه الله
    وخلاصة الكلام أن قول من أشرنا إليهم أن قبر يحيى عليه السلام كان ضمن المسجد الأموي منذ دخل دمشق الصحابة وغيرهم لم ينكر ذلك أحد منهم إن هو إلا محض اختلاق !
    [3]_ انظر " طبقات ابن سعد " ( 4 / 21 ) و " تاريخ دمشق " لا بن عساكر ( 8 / 478 / 2 ) وقال السيوطي في " الجامع الكبير " ( 3 / 272 / 2 ) : وسنده صحيح إلا أن سالما أبا النضر لم يدرك عمر و " وفاء الوفاء " للسمهودي ( 1 / 343 ) و " المشاهدات المعصومية عند قبر خير البرية " للعلامة محمد سلطان العصومي رحمه الله تعالى ( ص 43 ) وهو مؤلف رسالة هداية السلطان 'إلى بلاد اليابان " التي ادعى أحد الدكاترة أنها ليست له وإنما لبعض إخواننا مع أنني تناولتها منه هدية مطبوعة حين زرته في مكة في حجتي الأولى سنة 1368 ه
    [4]_ عزو هذا إلى الصحابة لا يثبت كما تقدم ( ص 5859 ) فتنبه
    [5]_ في هذا دليل واضح على أن ظهور القبر في المسجد ولو من وراء النوافذ والحديد والأبواب لا يزيل المحذور كما هو الواقع في قبر يحيى عليه السلام في مسجد بني أمية في دمشق وحلب ولهذا نص أحمد على أن الصلاة لا تجوز في المسجد الذي قبلته إلى قبر حتى يكون بين حائط المسجد وبين المقبرة حائل آخر كما سيأتي فكيف إذا كان القبر في قبلة المسجد من الداخل ودون جدار حائل ؟
    ومن ذلك تعلم أن قول بعضهم :
    " إن الصلاة في المسجد الذي به قبر كمسجد النبي صلى الله عليه وسلم ومسجد بني أمية لا يقال إنها صلاة في الجبانة فالقبر ضمن مقصورة مستقل بنفسه عن المسجد فما المانع من الصلاة فيه "
    فهذا قول لم يصدر عن علم وفقه لأن المانع بالنسبة للمسجد الأموي لا يزال قائما وهو ظهور القبر من وراء المقصورة والدليل على ذلك قصد الناس للقبر والدعاء عنده وبه والاستغاثة به من دون الله وغير ذلك مما لا يرضاه الله والشارع الحكيم إنما نهى عن بناء المساجد على القبور سدا للذريعة ومنعا لمثل هذه الأمور التي تقع عند هذا القبر كما سيأتي بيانه فما قيمة هذه المقصورة حينئذ مع وقوع هذه المنكرات وغيرهاعند القبر ؟!
    بل إن إحاطة القبر بهذه المقصورة على هذا الشكل المزخرف إنما هي نوع آخر من المنكر الذي يحمل الناس على معصية الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وتعظيم صاحب القبر بما يجوز شرعا مما هو مشاهد معروف وسبقت الإشارة إلى بعضه .
    ثم ألا يكفي في إثبات المانع أن الناس يستقبلون القبر عند الصلاة قصدا وبدون قصد ولعل أولئك المشار إليهم وأمثالهم يقولون : لا مانع أيضا من هذا الإستقبال لوجود فاصل بين المصلين والقبر ألا وهو نوافذ القبر وشبكته النحاسية فنقول لو كان هذا المانع كافيا في المنع لما أحاطوا القبر النبوي الشريف بجدار مرتفع مستدير ولم يكتفوا بذلك بل بنو جدارين بمنعون بهما من استقبال القبر . ولو كان وراء الجدار المستدير ! وقد صح عن ابن جريج أنه قال : قلت لعطاء : أتكره أن تصلي في وسط القبور ؟ أو في مسجد إلى قبر ؟ قال : نعم كان ينهى عن ذلك أخرجه عبد الرزاق في " مصنفه " ( 1 / 404\ 1579 ) . فإذا كان هذا التابعي الجليل ( عطاء بن أبي رباح ) لم يعتبر جدار المسجد فاصلا بين المصلى وبين القبر وهو خارج المسجد فهل يعتبر فاصلا النوافذ والشبكة والقبر في المسجد ؟
    فهل في هذا ما يقنع أولئك الكاتبين بجهلهم وخطئهم وهجومهم على القول بما لا علم لهم به ؟ لعل وعسى !
    وأما المسجد النبوي الكريم فلا كراهة في الصلاة فيه خلافا لما فتروه علينا وسيأتي تفصيل القول فيه في " الفصل السابع " إن شاء الله تعالى
    على أني لا أريد أن يفوتني أن أنبه القراء الكرام على أن أولئك الكاتبين يعترفون بكلمتهم السابقة في أن الصلاة في المسجد الذي فيه قبر غير محاط بمقصورة أنها صلاة مكروهة لانتفاء العلة التي من أجلها نفوا الكراهة عن الصلاة في مسجد بني أمية بزعمهم فهل لهم أن يجهروا للناس باعترافهم هذا ؟ أم هو شئ اضطرهم إلى القول به التهرب من معارضة الأحاديث السابقة علنا وإن كانوا لا يدعون الناس إلى العمل بها لغاية لا تخفى على العقلاء ؟


    --------------------------------------------------------------------------------

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 12, 2024 11:51 am